و أمّا الفاعل فإنّه إمّا علّة للصورة وحدها، أو للصّورة و
المادّة، ثمّ يصير بتوسّط ما هو علّة له منهما علّة للمركب.
و أمّا الغائية فإنّها علّة لكون الفاعل علّة الكون [الّذي] هو
علّة لوجود الصّورة الّتي هي علّة لوجود المركّب.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: الأجسام الطبيعية هي الأجسام المركبة من الهيولى
و الصّورة، و لا شكّ أنّه لا واسطة بين الهيولى و الصّورة في تحقّق [1] الأجسام المركّبة منهما. و [2] أمّا الفاعل فهو إمّا علّة للصّورة
وحدها، و إمّا هو علّة للصّورة و المادّة.
و [3] لقائل أن يقول: الواحد لا يصدر عنه
اثنان معا، فكيف يكون الفاعل علّة لهما؟ قوله: «و أمّا
الغاية فإنّها علّة لكون الفاعل علّة».