و لا [1]
يجوز أن يقال: إنّ الصّورة بنفسها موجودة بالقوّة و إنّما تصير بالفعل بالمادّة،
لأنّ جوهر الصّورة [2] هو الفعل
[3]، و [4]
ما بالقوّة محلّه المادّة، فتكون المادّة هي الّتي يصلح فيها أن يقال لها إنّها في
نفسها بالقوّة تكون موجودة، و إنّها بالفعل بالصّورة.
و الصّورة و إن كانت لا تفارق الهيولى، فليست تتقوّم بالهيولى [5]، بل بالعلّة المفيدة لها [6] للهيولى، و كيف تتقوّم الصّورة
بالهيولى، و قد بيّنا أنّها علّتها، و العلّة لا تتقوّم بالمعلول.
التفسير:
قال- أيّده اللّه- هذا الكلام يصلح جوابا لسؤال مقدّر، و ذلك أن
يقال: لا يجوز أن تكون الصّورة موجودة بالقوّة و إنّما يخرج إلى الفعل بواسطة
المادّة.
و الجواب من وجهين:
أحدهما: أنّ المادّة هي الّتي يصلح فيها أن يقال لها: إنّها في نفسها
بالقوّة و إنّما تخرج إلى الفعل بواسطة الصورة؛ لأنّ المفهوم من المادّة هو القابل
فحسب.