الغريزة و اجتناب الارتياض إلّا في اكتساب إعراض [1] من اللذات البهيمية.
و يفرض على النفس المحاولة لتلك الحركات، ذكر اللّه- عزّ اسمه [2]- و الملائكة- صلوات اللّه عليهم [3]- و عالم السعادة شاءت أم أبت،
فتقرّر [4] لذلك فيها هيئة الانزعاج عن هذا
البدن و تأثيراته و ملكة التسلّط على البدن فلا تنفعل منه
[5]. و إذا [6]
جرت عليها أفعال بدنية لم يؤثّر فيها هيئة و ملكة تأثيرها لو كانت مخلّدة إليه
منقادة له من كلّ وجه؛ و لذلك [7] ما قال القائل الحقّ: إِنَّ الْحَسَناتِ
يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ[8].
فإن دام هذا الفعل من الإنسان استفاد ملكة التقارب [9] إلى جهة الحقّ و إعراض عن الباطل، و
صار شديد الاستعداد للتخلّص إلى السعادة بعد المفارقة البدنية.
و هذه الأفعال لو فعلها فاعل و لم يعتقد أنّها فريضة من عند اللّه
عزّ اسمه [10] و كان مع اعتقاده ذلك يلزمه في كلّ
فعال [11] أن يتذكّر اللّه تعالى و يعرض عن
غيره، لكان جديرا بأن يفوز من هذا الذكاء