فمن كان منهم غير محتاط في عقد مدينته على شرائط المدينة [1]، و قد وقع منه و من شركائه الاقتصار
على الاجتماع [2] فقط، فإنّه يتخيّل [3] على جنس بعيد الشبه من الناس، عادم
لكمالات الناس، و مع ذلك فلا بدّ لأمثاله من اجتماع و من تشبّه بالمدنيين.
[الإنسان محتاج إلى سنة و عدل]
فإذا [4]
كان هذا ظاهرا فلا بدّ في وجود الإنسان و بقائه من مشاركة، و لا تتمّ المشاركة
إلّا بمعاملة، كما لا بدّ في ذلك من سائر الأسباب/DA
55 / الّتي تكون
له. و لا بدّ في المعاملة من سنة و عدل؛ و لا بدّ للسنة و العدل من سانّ و معدل، و
لا بدّ من أن يكون هذا بحيث يجوز أن يخاطب الناس و يلزمهم السنة، و لا بدّ من أن
يكون هذا إنسانا.
و لا يجوز أن يترك الناس و آراءهم في ذلك مختلفين [5]، و يرى كلّ واحد [6] منهم ما له عدلا و ما عليه ظلما.
[الإنسان محتاج إلى سانّ و معدل]
فالحاجة إلى هذا الإنسان في أن يبقى نوع الناس و يتحصّل وجوده أشدّ
من الحاجة إلى إنبات الشعر على الأشفار و على الحاجبين، و تقعير الأخمص من القدمين،
و أشياء اخرى من المنافع الّتي