فتأمّل حال منافع الأعضاء في
[1] الحيوانات و النبات، و أنّ كلّ واحد كيف خلق، و ليس هناك البتة
سبب [2] طبيعي، بل مبدؤه لا محالة من
العناية [3] على الوجه الذي علمت العناية [4]، و كذلك فصدّق بوجود هذه المعاني،
فإنّها متعلّقة بالعناية على الوجه الذي علمت العناية تعلّق تلك [5].
و اعلم أنّ أكثر ما يقرّ به الجمهور و يفزع إليه و يقول به فهو
حقّ، و إنّما يدفعه هؤلاء المتشبّهة بالفلاسفة جهلا منهم بعلله و أسبابه، و قد
عملنا في هذا الباب كتاب البرّ و الإثم، فتأمّل
[6] شرح هذه الأمور من هناك، و صدّق بما كان يحكى من العقوبات الإلهية
النازلة على مدن [7] فاسدة و أشخاص ظالمة، و انظر أنّ
الحقّ كيف ينصر!؟
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: شرح [8] هذا الكلام قد تقدّم في شرح استناد الحوادث الأرضية إلى قضائه [9] تعالى، و المتن قد تأخّر بطريق السهو
عنه.