و أمّا مثال الثاني: فأن يكون ليس المانع عدم سبب التسخين فقط بل
وجود المبرّد في ذلك أيضا [1]، فالتصوّر السماوي للخير في وجود ضدّ ما يوجبه المبرّد في ذلك
أيضا [2] يقسر
[3] المبرّد، كما يقسر [4] تصوّرنا المغضب السبب المبرد فينا.
فتكون أصناف هذا القسم إحالات لأمور طبيعية أو الهامات تتصل
بالمستدعي، أو بغيره، أو اختلاط من ذلك يؤدّى واحد منها، أو جملة مجتمعة إلى
الغاية النافعة.
و نسبة التضرّع إلى استدعاء هذه القوّة نسبة التفكّر إلى استدعاء
البيان، و كلّ يفيض من فوق، و ليس هذا يتبع تصوّرات [النفوس] [5] السماوية، بل الأوّل الحقّ يعلم
جميع ذلك على الوجه الذي قلنا إنّه يليق به، و من عنده يبتدئ كون ما يكون، و لكن
بالتوسّط.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: المقصود من هذا الكلام بيان استناد الحوادث
الأرضية إلى قضاء اللّه و قدره.
و قوله: «و الأمور الحادثة في هذا العالم تحدث [6] من مصادمات القوى الفعّالة، و
المنفعلة الأرضية، تابعة لمصادمات القوى الفعّالة