أمّا كيفية الصعود إلى الأشرف فالأشرف فهو: أنّ هيولى الكائنات
الفاسدات تتّصف بالصور الجسمية، ثمّ بالصورة النوعية، ثم تركّب الصور النوعية
العنصرية فيحدث المزاج، ثمّ يحصل الجماد، ثمّ يحصل النبات، ثمّ يحصل [1] الحيوان، ثمّ الإنسان، و الإنسان أشرف
بالنفس الناطقة، و أشرف الناس من تكون نفسه كاملا في قوّته العلمية و العملية.
أمّا في قوّته العلمية فأن تكون المعقولات كلّها حاصلة له بالفعل أو
بالقوّة القريبة [2] غاية القرب من الفعل، فتصير النفس
كمرآة مجلوة تنطبع فيها صور الأشياء كلّها، كما هي عليها
[3] من غير اعوجاج مهما [4] قوبلت بها. و إنّما تحصل هذه لممارسة العلوم الحكمية.
و أمّا في القوّة العملية فهي تطهير النفس عن الأخلاق الرذيلة و العادات
السيئة/DB 25
/ و الملكات [5] القبيحة و تحليته بالعادات الحسنة.
و الملكات الفاضلة الرضية إنّما يحصل هذا
[6] بالطرق [7]
المذكورة في كتب الأخلاق، و بالمواظبة على الوظائف الشرعية و السنن المليّة من
العبادات البدنية و المالية، فإنّ للوقوف عند توقيفات الشرع و حدود