تغيّر [1]،
و من مشاركة الجرم تخيّل و توهّم. و قد ساقنا النظر إلى إثبات هذه الأحوال لأنفس
الأفلاك كما علمت.
و إذا كان الأمر على هذا فلا يجوز أن تكون أنفس الأفلاك تصدر عنها
أفعال في أجسام أخرى غير أجسامها إلّا بواسطة
[2] أجسامها؛ فإنّ صور الأجسام و كمالاتها على صنفين:
[1]: إمّا صور قوامها بموادّ تلك
[3] الأجسام، و كما [4] أنّ قوامها بمواد تلك الأجسام، فكذلك ما يصدر عن قوامها [5] يصدر بوساطة مواد تلك الأجسام، و لهذا
السبب فإنّ النار لا تسخّن حرارتها أيّ شيء اتفق، بل ما كان ملاقيا لجرمها أو من
جسمها بحال، و الشمس لا تضيء كلّ شيء، بل ما كان مقابلا لجرمها.
[2]: و إمّا صور قوامها بذاتها لا بموادّ الأجسام كالأنفس.
ثمّ كلّ نفس فإنّما جعلت خاصة بجسم بسبب أنّ فعلها بذلك الجسم و
فيه، و لو كانت مفارقة الذات و الفعل جميعا لذلك الجسم لكانت نفس كلّ شيء، لا نفس
ذلك الجسم فقط.
فقد بان على الوجوه كلّها أنّ القوى السماوية
[6] كلّها [7]
المتعلّقة [8] بأجسامها لا تفعل إلّا بواسطة [9] جسمها؛ و محال أن تفعل بوساطة