فثبت أنّ مطلوب الفلك استفادة الكمال من جوهر غير جسماني، و ذلك
الجوهر يجب أن يكون كاملا من جميع الوجوه، و إلّا لكان تحرّكه للفلك لطلب كمال. و
يعود التقسيم من أنّه يطلب الكمال إمّا من جسم أو من غير الجسم، و لا ينقطع إلّا
عند الانتهاء إلى جوهر كامل من كلّ الوجوه، و لا نعني بالعقل إلّا ذلك، فثبت
العقل.
قال الشّيخ:
[في بيان عدد العقول]
فيكون عدد العقول المفارقة بعد المبدأ الأوّل بعدد [1] الحركات، فإن كانت [ال] أفلاك [2] المتحيّرة إنّما المبدأ في حركة
كرات كلّ كوكب منها قوّة تفيض من الكوكب [3] لم يبعد أن تكون المفارقات بعدد الكواكب لها/DB 83
/ لا بعدد الكرات، و كان عددها عشرة بعد الأوّل.
أوّلها: العقل المحرّك الذي لا يتحرّك، و تحريكه لكرة الجرم
الأقصى؛ ثمّ الذي هو مثله لكرة الثوابت؛ ثمّ الذي هو مثله لكرة زحل، و كذلك حتّى
ينتهي إلى العقل الفائض على أنفسنا، و هو عقل العالم الأرضي. و نسمّيه نحن «العقل
الفعال» و إن لم يكن كذلك، بل كان كرة متحرّكة لها حكم في حركة نفسها. و لكلّ كوكب
كانت هذه