قوله: «بل كما أنّ الماء يبرد
[1] بذاته بالفعل ليحفظ نوعه، لا ليبرد غيره، و لكن يلزم أن يبرد غيره
و منها [2] النار فإنّها تسخن بذاتها بالفعل
لتحفظ النوع لا لتسخّن غيرها بالعرض [3]». إلى قوله: «كذلك في العلل المتقدّمة. إلّا أن هناك إحاطة بما
يكون و علما بأنّ وجه النظام و الخير».
معناه: الأمر في العلل المتقدّمة أعلى الأفلاك
[4]، كما في هذه الأمثلة، لها فعل
[5] بالذات و فعل [6] بالعرض، لكن فرق بينها من حيث إنّ العلل المتقدّمة عالمة بما يصدر
منها و بوجه النظام و الخير فيه، و لا كذلك الفاعل في هذه الأمثلة؛ لأنّها صادرة
عن طبيعة لا شعور لها.
قوله: «و إذا [7] كان الأمر على هذا فالأجرام السماوية إنّما اشتركت في الحركة
المستديرة هو شوقه [8]
إلى معشوق مشترك».
و هو الأوّل الواجب لذاته، و علّة اختلافها في الحركات هو اختلاف
مبادئها المعشوقة المتشوّقة إليها بعد الأوّل الواجب لذاته.