[الجواب] فإنّا سنذكر من [1] بعد ما نزيل [2] هذا الإشكال، و نعرّف [3] أنّ [4]
عناية الباري- عزّ و جلّ- بالكلّ على أيّ سبيل هي، و أنّ عناية كلّ علّة بما بعدها
على أيّ سبيل هي، و أنّ الكائنات الّتي عندنا كيف العناية بها [5] من المبادئ الأولى و الأسباب الّتي
وسطها [6].
فقد اتضح بما أوضحناه أنّه لا يجوز أن يكون شيء من العلل يستكمل
بالمعلول بالذات إلّا بالعرض، و أنّها لا تقصد فعلا لأجل المعلول و إن كان يرضى به
و يعلمه.
بل كما أنّ الماء يبرد بذاته بالفعل ليحفظ نوعه، لا ليبرّد [7] غيره و لكن يلزمه أن يبرد [8] غيره- و النار تسخّن بذاتها بالفعل
لتحفظ نوعها، لا لتسخّن غيرها، و لكن يلزمها
[9] أن تسخّن غيرها؛ و القوّة الشهوانية تشتهي لذة الجماع لدفع [10] الفضل، و تتمّ لها اللذة، لا ليكون [11] عنها ولد، و لكن يلزمه ولد؛ و الصحة
هي صحّة بجوهرها و ذاتها، لا لأن تنفع المريض، لكن يلزمها نفع المريض- كذلك في
العلل المتقدّمة. إلّا أنّ هناك إحاطة بما يكون و علما بأنّ وجه النظام