يجعل وجود الفعل أولى بالفعل من عدمه، و حينئذ يكون الفاعل مستفيدا
بذلك الفعل كمالا لو لم يحصل له ذلك الكمال.
و إذا عرفت هذا فنقول [1]: يستحيل أن يستكمل الفلك بالسافلات؛ لأنّها محتاجة في [2] كمالاتها إلى الفلك، فلو استفادت [3] الفلك منها الكمال لزم الدور، و ذلك
محال، فنصب [4] مقصود الفلك من الحركة شيء أعلى من
السافلات. و لنرجع إلى شرح المتن.
قوله: «إن كلّ قصد فله مقصود، و العقلي
[5] [منه هو] الذي يكون وجود المقصود عن القاصد أولى [بالقصد] من لا
وجوده و إلّا فهو هذر».
القصد إلى شيء قد يكون عقليا، و
[6] قد يكون تخيّليا، و قد يكون عينيا. و القصد العقلي إنّما يكون إلى
الشيء إذا كان وجود ذلك الفعل أولى عند الفاعل من لا وجوده، و إلّا لكان ذلك
عبثا.
قوله: «و الشيء الذي [هو] أولى بالشيء، فإنّه يفيده كمالا ما إن
كان بالحقيقة فحقيقيا و إن كان بالظن فظنيا».
معناه: أنّ الشيء إذا كان أولى بالشيء فإنّ ذلك يفيده كمالا، ثمّ
ذكر الكمال الحقيقي و الظني.