الفعل الّتي لا [1] يمكن حصولها دفعة، فحصل بالتعاقب و مبدؤها الشوق إلى التشبّه
بالعقل، و مبدأ ذلك الشوق تعقّله ذات العقل و تصوّر كماله، و أنّه لم يبق له شيء
ممّا بالقوّة و الإخراج إلى الفعل، فلذلك اشتاق إلى أن يتشبّه به.
قال الشّيخ:
[دفع توهّم بأنّ ما صدر عن الفلك في إخراج القوّة إلى الفعل ليس
مقصوده الحقيقي]
و أنت إذا تأمّلت حال الأجسام الطبيعية في شوقها الطبيعي إلى أن
تكون بالفعل أينا، لم تتعجّب أن يكون جسم يشتاق
[2] شوقا إلى أن يكون على وضع من أوضاعه الّتي يمكن أن تكون له، و إلى
أن يكون على أكمل ما له من كونه متحرّكا. و خصوصا و يتبع ذلك من الأحوال و
المقادير الفائضة ما يتشبّه فيه بالأوّل من حيث هو مفيض للخيرات، لا أن يكون
المقصود تلك الأشياء، فتكون تلك [3] الحركة لأجل تلك الأشياء، بل أن يكون المقصود هو التشبّه بالأوّل
بقدر الإمكان في أن يكون على أكمل ما يكون في نفسه و فيما يتبعه من حيث هو تشبه
بالأوّل، لا من حيث هو [4]
يصدر عنه أمور بعده،