يكون ملاقيا له أو لجزئه [1] من جزء آخر. فمتى كان في جزء بالفعل فهو في جزء آخر بالقوّة. فقد
عرض لجوهر الفلك ما بالقوّة من جهة وضعه أو أينه.
و التشبّه بالخير الأقصى يوجب البقاء على أكمل كمال يكون للشيء
دائما، و لم يكن هذا ممكنا للجرم السماوي بالعدد، فحفظه
[2] بالنوع و التعاقب، فصارت الحركة حافظة لما يمكن من هذا الكمال، و
مبدؤها الشوق إلى التشبّه بالخير الأقصى في البقاء على الكمال الأكمل بحسب الممكن،
و مبدأ هذا الشوق هو ما يعقل منه.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: لمّا ذكر أنّ مقصود الفلك من الحركة التشبّه
بالعقل ليصير مثله في الكمال الأبدي- و ذلك بأن يخرج إلى الفعل من القوّة ما له من
الكمال- أراد أن يبيّن حقيقة [3] ذلك الكمال.
و تلخيصه [4]
هو: أنّ الفلك لم يبق له في جوهره أمر بالقوّة، و كذلك في كمّه و كيفه، فإنّه تامّ
في هذه الأمور، و إنّما هو بالقوّة في وضعه و أينه أوّلا و فيما يتبع وجودهما من
الأمور ثانيا، فإنّه ليس كونه على وضع و أين أولى بجوهره من أن يكون [5] على وضع أو أين آخر؛ فإذا ذلك التشبّه
ليس إلّا في استخراج الأيون و الأوضاع المختلفة من القوّة إلى