قال- أيّده اللّه-: لمّا أثبت النفس الفلكية شرع من هاهنا في إثبات
العقل الفلكي.
قوله: «و المحرّك القريب للفلك و إن لم يكن عقلا فيجب أن يكون قبله
عقل هو السبب المتقدّم بحركة الفلك».
هذا هو الدعوى [1]، فقد علمت أنّ المحرّك للحركة الدورية الفلكية موجود مجرّد عن
المادّة.
و تقريره و [2]
هو: أنّ الحركة المستديرة السماوية غير [3] متناهية- قد ثبت [4] و هذا- و [5]
أنّ هذه الحركة محتاجة إلى قوّة غير متناهية مجرّدة عن المادّة. شرع من هاهنا في
إقامة البرهان على [6]
قوّة جسمانية متغيّرة، فإنّها لا تتفق على حركات
[7] لا نهاية لها- قد ثبت أيضا هذا- فإذا القوّة المحرّكة لهذه الحركة
ليست جسمانية مستحيلة متغيّرة، فهي اذا قوّة مجرّدة عقلية.
قوله: «و أمّا النفس المحرّكة فإنّها كما تبيّن لك جسمانية».
معناه: أنّ المباشر للتحريك السماوي نفس قائمة بجسم الفلك و نسبته
إلى الفلك نسبة النفس الحيوانية الّتي لنا إلينا.