الانفصال، فإذا هو شيء غير الاتصال، و هو أيضا قابل للاتصال [1] و الانفصال و ذلك هو الهيولى.
فإن قيل: ما ذكرتم لا يدلّ إلّا على ثبوت مادّة للجسم القابل
للانفصال، و أما الجسم الذي لا يقبل الانفصال- كالفلك مثلا- فما الذي يدلّ على
ثبوت مادّة له.
فنقول: الصورة الجسمية حقيقة متحدّدة فى كلّ الأجسام، فاذا كان بعضها
قائما بمادّة كان الأمر فى جميعها كذلك؛ لأنّها إن احتاجت لذاتها إلى مادّة وجب
الاحتياج فى الجميع؛ و إن لم تحتج مادة وجب الاستغناء فى الكلّ. و لنرجع إلى شرح
المتن.
قوله: «إنّ الأبعاد و الصورة الجسمية لا بدّ لها من موضوع أو هيولى
يقوم فيه».
معناه: أنّ الأبعاد مفتقرة [2] إلى موضوع يحلّ فيه، و الصورة الجسمية محتاجة
[3] إلى هيولى تحلّ فيها، و قد عرفت الموضوع و الهيولى و الأبعاد و
الصورة الجسمية و الفرق بينهما.
و اعلم أن ذكر الأبعاد وقع هاهنا حشوا لا فائدة فيه.