منه أولى فهو نافع، و الحقّ الأوّل كامل
[1] الذات لا ينتفع [2] بشيء [كيف، و هو غاية الخيرات]
[3].
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: هذا الكلام فيه اختلال، و تلخيصه بالقدر الممكن
أن نقول: لو حدث من الواجب لذاته شيء بعد ما لم يحدث، لا يجوز أن يقال: إنّه حدث
لذاته؛ لأنّ ذاته موجود قبل ذلك، فوجب حدوثه قبل ذلك.
و لا يجوز أن يقال إنّما حدث ذلك لأنّه أراده في ذلك الوقت، لأنّه
حينئذ تكون إرادته حادثة إمّا في ذاته أو مباينا عن ذاته.
و لا يجوز أن يقال: إنّه قدّر عليه الآن و لم يكن قادرا عليه؛ و هذا
ظاهر البطلان [4].
و لا يجوز أنّه إنّما أحدث ذلك الشيء لغرض و منفعة، لأنّ كلّ ما فعل
فعلا لغرض [5] و منفعة لكان إيجاد ذلك الفعل أولى
به، و إلّا لما كان غرضا و منفعة، و حينئذ يكون قبل إيجاده فاقدا للكمال، و الواجب
لذاته غير فاقد للكمال.