و إن كانا موجودين لكن لا فعل و لا
[1] انفعال بينهما فيحتاج ذلك إلى أن تقع بينهما نسبة موجبة للفعل و
الانفعال؛ و هي إمّا من جهة القابل فهو الاستعداد الذي لم يكن، و إمّا من جهتهما [2].
و أمّا من جهة الفاعل فهي إمّا إرادة و إمّا آلة و إمّا زمان.
و أمّا من جهة القابل فهو الاستعداد الذي لم يكن.
و أمّا من جهتهما جميعا، فمثل فصول أحدهما إلى الآخر، و كلّ ذلك
لحركة.
و أمّا إن كان الفاعل موجودا و لم يكن القابل موجودا، فحدوث الحادث
محال. أمّا أوّلا: فلأنّه لا يمكن أن يحدث الحادث ما لم تسبقه المادّة، فيكون
القابل موجودا قبل أن يكون موجودا.
و أمّا ثانيا: فلأنّه لو حدث القابل كان حدوثه بحركة و اتصال، فتكون
قبل الحركة حركة؛ هذا خلف.
و إن كان القابل موجودا و الفاعل غير موجود، فحدوث الفاعل لا بدّ و
أن يكون بعلّة ذات حركة.