فواجب [2]
الوجود ليس [ت] إرادته مغايرة [3] الذات لعلمه، و لا مغايرة المفهوم لعلمه؛ فقد بيّنا أنّ العلم
الّذي له هو بعينه الإرادة الّتي له.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: المقصود من هذا الفصل هو أن صفة الحياة و القدرة
أيضا عائدتان إلى العلم كالإرادة، قال: «و [4] حياته أيضا هي العلم» بخلاف حياتنا؛ فإنّ حياتنا تتمّ بقوّتين:
القوّة المدركة و المحرّكة.
و قدرته هي العلم، لأنّ علمه بالأشياء سبب لوجودها، و لا يستبعد هذا؛
فإنّ الصورة المعقولة الّتي يحدث فينا يصير سببا
[5] لصورة الموجودة الصناعية، لو كان نفس وجودها كافية لأن تتكوّن منها
الصورة الصناعية لكان المعقول عندنا هو بعينه القدرة و الإرادة، لكن ليس كذلك؛
لأنّها تحتاج إرادة منبعثة من قوّة شوقية تتحرّك منهما معا بالقوّة المحرّكة،
فتحرّك الأعصاب و الأعضاء الآلية، فلذلك لم تكن نفس وجود الصورة المعقولة [6] قدرته و لا إرادته. فمن كان غنيا في
فعله عن الآلات و الأدوات كان مجرّد علمه كافيا في اتحاد المعلومات.