و أمّا [1]
كيفية ذلك فلأنّه إذا عقل ذاته و عقل أنّه مبدأ كلّ
[2] موجود، عقل أوائل الموجودات عنه و ما يتولّد عنها. و لا شيء من
الأشياء يوجد إلّا و قد صار من جهة ما يكون
[3] واجبا بسببه، و قد بينّا هذا. فتكون هذه الأسباب تتأدّى
بمصادماتها إلى أن توجد عنها الأمور الجزئية.
فالأوّل يعلم الأسباب و مطابقاتها، فيعلم ضرورة ما تتأدّى إليه و
ما بينها من الأزمنة و ما لها من العودات؛ لأنّه ليس يمكن أن يعلم تلك و لا يعلم
هذا، فيكون مدركا للأمور الجزئية من حيث هي كلية- أعني من حيث لها صفات- و إن
تخصّصت بها شخصا فبالإضافة إلى زمان متشخّص أو حال متشخّصة، لو أخذت تلك الحال
بصفاتها كانت أيضا بمنزلتها فيها [4]. لكنّها لكونها مستندة إلى مبادئ كلّ واحد