و الجواب: أنّ الموجب للذة حاصل، إلّا أنّ اللذة لم تحصل لقيام
المانع و هو اشتغالنا [1]
بتدبير البدن، و الموجب للذة حاصل الأمر لقيام المانع.
[2] ثمّ ضرب لذلك مثالا و هو المريض الذي يتأذّى بالحلو و لا يلتذ به؛
فإنّ إدراك الحلاوة موجب للذة إلّا أن استيلاء الخلط الموجب لذلك المرض عائق
عنهما.
قال الشّيخ:
[لذّة كلّ قوّة في حصول كمالها لها]
و اعلم أنّ لذة كلّ قوّة حصول كمالها لها
[3]، فللحسّ المحسوسات الملائمة، و للغضب الانتقام، و للرجاء الظفر، و
لكلّ شيء ما يخصّه، و للنفس الناطقة مصيرها عالما عقليا بالفعل، فالواجب الوجود
معقول، عقل أو لم يعقل؛ معشوق، عشق أو لم يعشق؛ لذيذ، شعر بذلك [4] أو لم يشعر.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: الأولى أن يذكر
[5] هذه الكلمات في تقرير المعاد الرّوحاني، فالأولى أن يؤخّر شرحها إلى
ذلك الموضع.