يمكن حصوله له [1] يكون حاصلا له بالفعل، و الشرّ ما يقابله، و واجب الوجود لا شكّ
أنّه واجب في ذاته و صفاته و أفعاله، فلا كمال و لا جلال
[2] يمكن حصوله له إلّا [3] و هو واجب الحصول له، فواجب الوجود له الكمال و الجمال و البهاء، و
هو المقتضي لكلّ كمال و جمال؛ و إدراك الكمال و الجمال محبوب لذاته.
و كلّما كان الإدراك أقوى و المدرك أكمل و أجمل كانت المحبة و العشق
و اللذة أتمّ و أكبر، فواجب الوجود لذاته إذا أدركت ذاته بذاته أكمل أنواع/DA 62
/ الإدراك و ذاته في غاية الكمال و الجمال، يلزم أن يكون ابتهاج ذاته بذاته أتمّ
أنواع الابتهاج، فتكون ذاته لذاته أعظم عاشق و معشوق، و أعظم لاذّ و ملتذّ.
و ليس عندنا لهذه المعاني أسام غير هذه الأسامي الّتي أطلقنا، فمن
استنكرها استعمل غيرها.
قال الشّيخ:
[إنّ الإدراك العقلي أقوى من الحسّي]
و يجب أن تعلم أنّ إدراك العقل للمعقول أقوى من إدراك الحس
للمحسوس؛ لأنّه- أعني العقل- يعقل و يدرك الأمر الباقي الكلي و يتّحد [4] به [و] يصير هو هو على وجه ما، و
يدركه بكنهه لا بظاهره.