منه، و متوقّفا [1] على ما هو متوقّف عليه، فوجودهما محال.
التفسير:
قال- أيّده اللّه-: لا يجوز أن يكون شيئان كلّ واحد منهما واجب
الوجود بذاته و بالآخر، لما ثبت [2] أنّ الواجب الوجود بذاته لا يجوز أن يكون واجبا [3] بغيره، و لا يجوز أن يكون كلّ واحد
منهما واجب الوجود بالآخر، و يكون ذلك على وجهين:
أحدهما: أن يكون كلّ واحد منهما علّة للآخر، و هذا الحكم لا يختصّ
بواجب الوجود لذاته، بل هو في غير واجب الوجود محال؛ لأنّ كلّ واحد منهما لو كان
علّة للآخر [4] لكان كلّ واحد منهما متقدّما على
الآخر؛ لأنّ العلّة يجب تقدّمها على المعلول ضرورة، فلو كان كلّ واحد منهما علّة
للآخر [5] لكان كلّ واحد منهما متقدّما على
الآخر، و المتقدّم على [6]
المتقدّم متقدّم [7]، فيكون الشيء متقدّما على نفسه
بمرتبتين، و ذلك محال.
الوجه الثاني: أن يتعلّق كل واحد منهما بالآخر، لا على وجه العلّية و
المعلولية، و لكن على سبيل التضايف؛ و ذلك محال في الواجب الوجود لذاته؛ لأنّه
حينئذ يكون كلّ واحد منهما ممكنا لذاته، و كلّ ممكن لذاته