فان الأشياء تنتهى لا محالة الى حدوس استنبطها أرباب تلك الحدوس، ثم
أدوها الى المتعلمين. فجائزان يقع للانسان بنفسه الحدس، و أن ينعقد فى ذهنه القياس
بلا معلم.
و هذا مما يتفاوت بالكم و الكيف:
أما فى الكم، فلان بعض الناس يكون أكثر عدد حدس للحدود الوسطى.
و أما فى الكيف، فلان بعض الناس أسرع زمان حدس.
و لان هذا التفاوت ليس منحصرا فى حد، بل يقبل الزيادة و النقصان
دائما، و ينتهى فى طرف النقصان الى من لا حدس له البتة؛ فيجب أن ينتهى أيضا فى طرف
الزيادة الى من له حدس فى كل المطلوبات أو أكثرها، أو الى من له حدس فى أسرع وقت و
أقصره [4].