responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 97

لا للبدن، و لا لمزاج البدن، و ذلك التهيّؤ بحسب المعانى المعقولة الكليّة و قد بان فى كتب المنطق و كتب الطبيعية، بحسب نظرين و اعتبارين مختلفين أنّ الصورة المعقولة ما هى، و الصورة المحسوسة ما هى، و الكليّة ما هى و الجزئيّة ما هى، و أنّ هذه القوّة كيف تحدث فيها المعقولات الكليّة.

و هذا التهيّؤ قوّة للنفس تسمّى بالعقل الهيولانىّ و العقل بالقوّة. و انّما تسمّى هيولانيّا، لأنّه كما أنّ للأجسام هيولى لا صورة لها البتّة و لكن من شأنها أن تقبل كلّ صورة محسوسة كذلك فى الأنفس هيولى لا صورة لها البتة، و لكن تقبل كلّ صورة معقولة؛ و لو كانت مخصوصة بصورة محسوسة لما صلحت لأن تقبل الصور المعقولة، على ما نبيّنه عن قريب، و لو كانت مخصوصة بصورة معقولة لما قبلت غيرها قبولا مستقيما؛ كاللوح المكتوب فيه، و لكنّها استعداد فى النفس محض لقبول الصور كلّها.

[فصل 5] فى أنّ العقل الهيولانى بالقوّة عالم عقلى، و أنّه كيف يعقل المعقولات المحضة و المحسوسات التي هى معقولة بالقوّة، و أنّها إنّما تخرج الى الفعل بالعقل الفعّال، و أنّها أوّلا تكون عقلا بالملكة ثم بالفعل ثم عقلا مستفادا

و من شأنها أن تصير عالما عقليا، اى يحصل فيها صورة كلّ موجود ممّا هو بذاته معقول، لخلوّه عن المادّة، او ما هو بذاته غير معقول، بل صورة فى مادّة، لكن القوّة العقليّة تجرّد صورته عن المادّة على ما نوضح عن قريب. فتكون خالقة فاعلة للصور المعقولة و قابلة لها معا.

و العالم امّا عالم عقلىّ و امّا عالم حسىّ. و كلّ عالم فانّما هو ما هو بصورته، فاذا حصلت صورته لشى‌ء على ما هو عليه فذلك الشى‌ء فى نفسه عالم. فالعقل الهيولانىّ مستعدّ لأن يكون عالم الكلّ، لأنّه يتشبّه بالعالم العقلى و يشبه بنفسه العالم الحسّى. فيكون فيه ماهيّة كلّ شى‌ء موجود و صورته. فان عسر عليه شي‌ء:

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 97
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست