responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 31

فقد بان إذا أنّ شيئا ثباته على سبيل الحدوث فهو الحركة، و أنّ له علّة إنّما تكون علّة بالفعل لحدوث متجدّد يعرض فى حال لها، و تكون له ذات باقية بالعدد متغيّرة الاحوال و لو لا أنّها متغيّرة الأحوال لم يحدث عنها تغيّر، و لو لا أنّ لها ذاتا باقية لم يحدث عنها اتّصال التغيّر، و على أنّه لا بدّ للتغيّر من حامل باق.

فقد انكشفت الشبهة المسئول عنها، إذ ظهر أنّ علل ثبات الحادثات تنتهى إلى علل اولى لها ثباتها من جهة ما هى علل هو بالتجدّد و الحدوث، و المتصرم من أحوالها مع ذاتها علّة للمتجدّد، و ليس يحتاج إلى علّة ثابتة لذات المعلول، فيؤدّى الأمر إلى إثبات علل غير متناهية معا، بل الحركة تقرب علّة فعل ما او علّة اتّصال الحوادث إلى معلولاتها و تبعدها عنه، و للقرب حدّ و للبعد حدّ، و بينهما عرض، و فى هذا العرض تكون نسبة ما ثابتة، و ان كان ثباتها لازما للتغيّر. فتلك النسبة الثابتة علّة لثبات ما يحدث فى هذه النسبة الثابتة، مثل وجود الشمس فوق الأرض، لكون النهار او زوال العشىّ، فانّ معنى أنّ الشمس فوق الأرض واحد فى جميع النهار، و إن كان على سبيل تغيّر و انتقال من مكان، فيكون معنى واحد حصّله التغيّر و ثبت على التغيّر فلا يحتاج إلى علّة اخرى ثابتة، و ثبت التغيّر بتغيّره.

على هذه الجهة يكون حال الحادثات.

فقد بان أيضا من هذا أنّه لا بدّ فى اتّصال الكون من حركة متّصلة، و لا يتّصل غير المكانيّة، و من المكانيّة غير المستديرة؛ فان كان كون كانت حركة متّصلة لا محالة.

[فصل 23] فى جميع صفات واجب الوجود

فلنرجع الى الغرض الأوّل فنقول: إنّه قد ظهر لنا انّ شيئا واجب الوجود أوّلا بذاته، و أنّه واحد من وجوه، لأنّه غير منقسم الذات بالكميّة، و لا بالصورة و الموادّ، و لا بأجزاء الحدّ، و لأنّه لا يمكن أن يكون وجوده بغيره.

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست