responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 109

من الناس. فانّ البدن الحادث يحدث له معه نفس، فان صار له نفس اخرى صار ذلك الانسان ذا نفسين، لكن كلّ انسان انّما هو ذو نفس واحدة، و لا يشعر إلّا بنفس واحدة، و إن كانت له نفس اخرى لا يشعر بها و لا يحدث له منها فائدة فليست تلك نفسا له، لأنّ كون النفس فى البدن ليس أنّها تودع زاوية من البدن، او يكون عرضا فى جزء من البدن، بل على أنّها مدبّرة للبدن مستعملة له. فقد بان و وضح أن الانفس الانسانيّة حادثة و باقية بعد المادّة بلا كرور فى الأبدان و لا تناسخ.

[فصل 14] فى الدلالة على السعادة الآخريّة الحقيقيّة و أنّها كيف تتم بالعقل النظرىّ و العملىّ معا، و أنّ الأخلاق الرديّة كيف تضادّها، و لم امرنا بالعدالة، و الاشارة إلى الشقاوة التي تقابلها

و الذي بقى علينا أن نوضحه أحوال الأنفس بعد المفارقة، و يجب أن نقدّم لذلك مقدّمات فنقول: إنّ لكلّ قوّة فعلا هو كمالها، و حصول كمالها سعادتها و كمال الشهوة و سعادتها هو اللذّة، و كمال الغضب و سعادته هو الغلبة، و الوهم الرّجاء و التمنّى، و الخيال تخيّل المستحسنات. و كذلك كمال الأنفس الانسانيّة أن يكون عقلا مجرّدا عن المادّة و عن لواحق المادّة، فانّ النفس الانسانيّة ليس فعلها الذي يختصّ بها ادراك المعقولات فقط، بل لها بمشاركة البدن أفعال أخرى لها بحسها سعادات، و ذلك اذا كانت هى على ما ينبغى، و ذلك أن تكون تلك الأفعال سائقة الى العدالة.

و معنى العدالة أن تتوسّط النفس بين الأخلاق المتضادّة فيما تشتهى و لا تشتهى، و فيما تغضب و لا تغضب، و فيما تدبّر به الحياة و لا تدبّر و الخلق هيئة تحدث للنفس الناطقة من جهة انقيادها للبدن و غير انقيادها له، فانّ العلاقة التي بين النفس و البدن توجب بينهما فعلا و انفعالا، و البدن بالقوّة البدنيّة يقتضى امورا، و النفس بالقوّة العقليّة تقضى امورا مضادّة

نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا    جلد : 1  صفحه : 109
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست