نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 108
أن يكون اختلافها بسبب الابدان الّتي لها، و لأجلها تكثّرت. ثم إذا
تكثّرت فى الحدوث معها صار لكلّ واحد منها ذات على حدة، و أيضا اكتسبت هيئات
مادّية بها تتغاير.
و إن كان تكثّر نفس زيد و عمرو بسبب المادّة، فامّا أن يكون ذلك بدنا
زيد و عمرو و إمّا أن لا يكون. فان لم يكن بدنا زيد و عمرو وجب ان يكون بدنا
انسانين آخرين قبلهما، فانّه لا يمكن أن يقال انّ سبب تكثّر هما أبدان قبل أبدان
بلا نهاية، لا بدنا زيد و عمرو، فانّه إن كان حال بدنين لهما حال بدنى زيد و عمرو
فليس و لا شىء من الأبدان سبب تكثّرهما، إذ كانا قبل كلّ بدنين هما متكثّرين
مختلفين، بل يجب أن يكون بدنان لا محالة هما علّتا تكثّرهما. فإنّ الأمر الجزئى
علّته أمر جزئيّ و الأمر الكلّىّ علّته أمر كلّى. فتكثّر النفس الانسانيّة على
الاطلاق لتكثّر الأبدان الانسانيّة على الاطلاق. و امّا تكثّر هذين النفسين
فلتكثّر هذين البدين لا غير، فقد وجب أنّ النفس الانسانيّة علل تكثّرها أبدان
انسانيّة. فلا يجوز أن توضع سابقة لتلك الأبدان و إلّا لم تكن متكثّرة و لم تكن
نفس زيد غير نفس عمرو، و كلّ واحد ليس له عظم، و لا يجوز أن ينقسم إلى اثنين
متفرّقين البتّة.
فوجب أن لا يصير فى الحال الثانية نفس زيد غير نفس عمرو، و لا
بالعدد. و هذا محال.
فقد بان أنّ الأنفس الانسانيّة حادثة مع حدوث الأبدان الانسانيّة، و
لا يجوز أن يكون ذلك على سبيل الاتفاق و البخت، بل هو على المجرى الطبيعىّ، لأنّ
الأمر الاتّفاقىّ لا يكون دائما او اكثريّا، و هذا دائم لكلّ نفس.
فبيّن أنّه كما يتولّد بدن إنسان على المزاج الخاصّ بالانسان فيتولّد
معه نفس انسانيّة علّتها العقل الفعّال لأنّ كلّ حادث فله علّة.
[فصل 13] فى منع التناسخ
و إذا كان هكذا فلا يجوز أن تكون النفس التي تفارق تعود فتدخل بدنا
آخر
نام کتاب : المبدا و المعاد نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 108