و أما إن كان يحتاج إلى زيادة شىء فإما أن يكون إلى حركة فقط مكانية
و إمّا حركة كيفية أو حركة كمية أو وضعية أو جوهرية، و إما إلى فوات أمر آخر من
جوهره من كم أو كيف أو غير ذلك.
و أما الذى يكون بمشاركة غيره فيكون لا محالة فيه اجتماع و تركيب
فإما أن يكون تركيب من اجتماع فقط و إما أن يكون مع ذلك استحالة فى الكيف، و كلّ
ما فيه تغير فإما أن ينتهى إلى الغاية بتغير واحد أو بتغيرات كثيرة.
و قد جرت العادة بأن يسمى الذى يكون الكون منه بالتركيب و هو فى
الشىء أسطقسا، و هو الذى ينحل إليه أخيرا، فإن كان جسمانيا فهو أصغر ما ينتهى
إليه القاسم فى القسمة إلى المختلفات الصور الموجودة فيه
[1] و قد حدّ بأنه الذى منه و من غيره تركيب الشىء و هو فيه بالذات و
لا ينقسم بالصورة. و من رأى أن الأشياء إنما تتكوّن من الأجناس و الفصول جعلها
الاسطقسات الأولى، و خصوصا الواحد و الهوية فقد جعلوها أولى المبادئ بالمبدئية،
لأنها أشدها كلية و جنسية. و لو أنصفوا لعلموا أن القوام بالذات أنما هو للأشخاص،
فما يليها أولى بأن يكون جواهر و قائمات بأنفسها، و أنها أولى بالوحدة أيضا.
و لنعد إلى أمر العنصر فنقول: قد جرت العادة فى مواضع بأن يقال: إن
الشىء كان عن العنصر و لم تجر فى مواضع، فإنه يقال: إنه كان من الخشب باب، و لا
يقال: كان من الإنسان كاتب. و أن ينسب الكائن إلى الموضوع فى مواضع و أن لا ينسب
فى مواضع فيقال تارة: إنّ هذا باب خشبى، و لا يقال:
إن هذا كاتب إنسانى.
[1] - إشارة إلى أن صور البسائط محفوظة فى المركّبات.