نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 53
لا يتميز مثلا كالأبيض و اللاأبيض يكون
[1] مدلولهما واحدا، فيكون كل شيء هو لا أبيض فهو أبيض، و كل شيء هو
أبيض [2] فهو
[3] لا أبيض، فالإنسان [4] إذا كان له [5] مفهوم متميز فإن كان أبيض فهو أيضا لا أبيض [6] الذي هو و الأبيض واحد، و اللاإنسان
كذلك، فيعرض مرة أخرى أن يكون الإنسان و اللاإنسان غير متميزين.
فهذا و أمثاله قد يزيح علة المتحير المسترشد في أن يعرف أن الإيجاب و
السلب لا يجتمعان، و لا يصدقان معا. و كذلك أيضا قد تبين
[7] له أنهما لا يرتفعان و لا يكذبان معا، فإنه إذا كذبا معا في شيء،
كان ذلك الشيء ليس بإنسان مثلا، و ليس أيضا بلا إنسان. فيكون قد اجتمع الشيء
الذي هو اللاإنسان و سالبه [8] الذي هو لا لا إنسان، و قد نبه على بطلانه. فهذه الأشياء و ما
يشبهها مما لا يحتاج أن نطول فيه، و بحل الشبه
[9] المتقابلة من قياسات المتحير يمكننا أن نهديه.
و أما المتعنت فينبغي أن يكلف شروع النار، إذ النار و اللانار واحد،
و أن يؤلم ضربا، إذ الوجع و اللاوجع واحد، و أن يمنع الطعام و الشراب، إذ الأكل و
الشرب و تركهما واحد.
فهذا المبدأ الذي ذببنا عنه من يكذبه، هو أول مبادئ البراهين، و على
الفيلسوف الأول أن يذب عنه. و مبادئ البراهين تنفع في البراهين. و البراهين تنفع
في معرفة الأغراض الذاتية لموضوعاتها. لكن معرفة جوهر الموضوعات