نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 51
فالفيلسوف [1] يتدارك [2] ما عرض لأمثال هؤلاء من وجهين: أحدهما حل ما وقع فيه من الشك، و
الثاني التنبيه [3]
التام على أنه لا يمكن أن يكون بين النقيضين واسطة.
أما حل ما وقع فيه فمن ذلك أن يعرفه
[4] أن الناس [5] ناس لا ملائكة. و مع ذلك فليس يجب أن يكونوا متكافئين في الإصابة، و
لا يجب إذا كان واحد [6]
أكثر صوابا في شيء من آخر، أن لا يكون الآخر أكثر صوابا منه في شيء آخر. و أن
يعرف أن أكثر المتفلسفين يتعلم المنطق و ليس
[7] يستعمله، بل يعود آخر الأمر فيه
[8] إلى القريحة فيركبها ركوب الراكض
[9] من غير كف عنان أو جذب خطام. و أن من الفضلاء من يرمز أيضا برموز، و
يقول ألفاظا ظاهرة [10]
مستشنعة [11] أو خطأ و له فيها [12] غرض خفي، بل أكثر الحكماء، بل
الأنبياء الذين لا يؤتون من جهة غلطا أو سهوا هذه وتيرتهم. فهذا يزيل شغل قلبه من
جهة [13] ما استنكر من العلماء. ثم يعرفه
فيقول: إنك إذا تكلمت فلا يخلو إما أن تقصد بلفظك نحو شيء من الأشياء بعينه، أو
لا تقصد، فإن قال إذا تكلمت لم [14] أفهم شيئا، فقد خرج هذا من جملة المسترشدين المتحيرين، و ناقض الحال
في نفسه، و ليس الكلام معه هذا الضرب من الكلام.
و إن قال: إذا تكلمت فهمت باللفظ كل شيء فقد خرج عن الاسترشاد.