نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 50
و كونه قياسا يلزم مقتضاه [1]، هو أيضا على قسمين، على ما علمت، فالقياس الذي يلزم مقتضاه [2] بحسب الأمر
[3] في نفسه، هو الذي مقدماته مسلمة في أنفسها
[4]، و أقدم من النتيجة. و أما
[5] الذي هو بالقياس، فالذي قد سلم المخاطب مقدماته، فتلزمه النتيجة.
و من العجائب [6] أن السوفسطائي الذي غرضه المماراة يضطر إلى أحد الأمرين [7]:
إما إلى السكوت و الأعراض، و إما إلى الاعتراف [8] لا محالة بأشياء، و الاعتراف [9] بأنها تنتج عليه.
و أما المتحير فعلاجه [10] حل شبهة، و ذلك لأن المتحير لا محالة إنما وقع فيما وقع فيه إما لما
يراه من تخالف الأفاضل الأكثرين، و يشاهده من كون رأي كل واحد منهم [11] مقابلا لرأي الآخر الذي يجده قرنا له،
لا يقصر عنه، فلا يجب عنده أن يكون أحد القولين أولى بالتصديق [12] من الآخر، و إما لأنه سمع من المذكورين
المشهورين المشهود لهم بالفضيلة أقاويل لم يقبلها عقله
[13] بالبديهة، كقول من قال: إن الشيء لا يمكنك أن تراه مرتين، بل و لا
مرة واحدة، و إن لا وجود لشيء في نفسه، بل بالإضافة. فإذا كان قائل مثل هذا القول
مشهورا بالحكمة لم يكن بعيدا أن يتحير الشادي لقوله. و إما لأنه قد اجتمع عنده
قياسات متقابلة النتائج ليس يقدر على أن
[14] يختار واحدا منها و يزيف الآخر.