نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 49
و السوفسطائي إذا أنكر هذا، فليس ينكره إلا بلسانه معاندا. أو يكون
قد عرض له [1] شبهة في أشياء [2] فسد عليه عنده فيها طرفا النقيض لغلط
جرى عليه مثلا، لأنه لا يكون حصل له [3] حال التناقض و شرائطه. ثم إن تبكيت السوفسطائي، و تنبيه المتحير
أبدا، إنما هو في كل حال على الفيلسوف، و يكون لا محالة بضرب من المحاورة [4]. و لا شك أن تلك المحاورة تكون ضربا
من القياس الذي يلزم مقتضاه، إلا أنه لا يكون
[5] في نفسه قياسا يلزم مقتضاه، و لكن يكون قياسا بالقياس.
و ذلك لأن القياس الذي يلزم مقتضاه على وجهين: قياس في نفسه، و هو
الذي تكون مقدماته صادقة في أنفسها، و أعرف عند العقلاء من النتيجة، و يكون تأليفه
تأليفا منتجا، و قياس كذلك بالقياس، و هو أن تكون حال المقدمات [6] كذلك عند المحاور حتى يسلم الشيء و
إن لم يكن صدقا، و إن كان [7] صدقا لم يكن أعرف من النتيجة التي يسلمها
[8]، فيؤلف عليه بتأليف صحيح مطلق أو عنده.
و بالجملة فقد كان القياس ما إذا سلمت مقدماته لزم منه شيء، فيكون
ذلك قياسا من حيث هو كذا. و لكنه ليس يلزم أن يكون كل قياس قياسا يلزم مقتضاه، لأن
مقتضاه يلزم إذا سلم، فإذا لم يسلم كان قياسا. لأنه
[9] قد أورد فيه ما إذا وضع و سلم
[10] لزم، و لكن لما لم [11] يسلم بعد لم يلزم مقتضاه، فيكون القياس قياسا، أعم من كونه قياسا
يلزم مقتضاه.