نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 422
في الأشياء على هذه الصفة وجود ما يعرض
[1] له الالتقاء، و كان وجود الالتقاء بين الفاعل و المنفعل بالطبع
وجودا يلزمه الفعل و الانفعال، فإن لم تكن الثواني
[2] لم تكن الأوائل، فالكل أنما رتبت
[3] فيه [4]
القوى الفعالة [5] و المنفعلة السماوية و الأرضية
الطبيعية [6] و النفسانية، بحيث تؤدي إلى النظام
الكلي مع استحالة أن تكون [7] هي على ما هي عليه و لا تؤدي إلى شرور. فيلزم من أحوال العالم بعضها
بالقياس إلى بعض أن يحدث في نفس ما [8] صورة اعتقاد ردىء أو كفر أو شر
[9] آخر [10] في نفس أو بدن، بحيث لو لم يكن كذلك
لم يكن النظام الكلي يثبت [11]، فلم يعبأ و لم يلتفت إلى اللوازم الفاسدة التي تعرض بالضرورة. و
قيل: خلقت هؤلاء للنار و لا أبالي، و خلقت هؤلاء للجنة و لا أبالي، و قيل: كل ميسر
لما خلق له.
فإن قال قائل: ليس الشر شيئا نادرا أو أقليا، بل هو أكثري. فليس هو [12] كذلك بل الشر كثير، و ليس بأكثري، و
فرق بين الكثير و الأكثري، فإن هاهنا أمورا كثيرة
[13] هي كثيرة و ليست بأكثرية [14] كالأمراض، فإنها كثيرة و ليست أكثرية
[15]. فإذا [16]
تأملت هذا الصنف الذي نحن في ذكره من الشر [17] وجدته أقل من الخير الذي يقابله، و يوجد في مادته فضلا عنه بالقياس
إلى الخيرات الأخرى الأبدية. نعم الشرور التي هي نقصانات للكمالات الثانية هي [18] أكثرية، لكنها ليست من الشرور التي
كلامنا فيها، و هذه الشرور مثل الجهل بالهندسة
[19]، و مثل فوت [20] الجمال الرائع و غير ذلك مما [21] لا يضر في الكمالات [22] الأولى، و لا في الكمالات التي تليها مما يظهر منفعتها، و هذه
الشرور ليست بفعل فاعل، بل لأن [23][24] لا يفعل [25]
الفاعل لأجل أن القابل ليس مستعدا أو ليس [26] يتحرك [27]
إلى القبول. و هذه الشرور هي أعدام خيرات من باب الفضل و الزيادة.