و بالحري [2]
أن نحقق هاهنا أحوال الأنفس [3] الإنسانية إذا فارقت أبدانها، و أنها
[4] إلى أية [5]
حال [6] ستصير، فنقول: يجب أن يعلم أن المعاد
منه ما هو منقول [7] من
[8] الشرع و لا سبيل إلى إثباته إلا من طريق
[9] الشريعة و تصديق خبر النبوة [10] و هو الذي للبدن عند البعث، و خيرات البدن و شروره معلومة [11] لا يحتاج إلى أن [12] تعلم، و قد بسطت الشريعة الحقة التي
أتانا بها نبينا [13] و سيدنا و مولانا محمد صلى الله عليه
و على [14] آله
[15] حال السعادة و الشقاوة التي بحسب البدن.
و منه ما هو مدرك [16] بالعقل و القياس البرهاني و قد صدقته النبوة و هو السعادة و الشقاوة [17] الثابتتان بالقياس [18] اللتان للأنفس و إن كانت الأوهام
هاهنا [19] تقصر عن تصورهما
[20] الآن لما نوضح من العلل، و الحكماء الإلهيون رغبتهم في إصابة [21] هذه السعادة
[22] أعظم من رغبتهم في إصابة السعادة البدنية، بل كأنهم لا يلتفتون [23] إلى تلك، و إن أعطوها، و لا
يستعظمونها في جنبة هذه السعادة التي هي [24] مقاربة الحق الأول، و هي على ما سنصفها
[25] عن قريب، فلنعرف حال هذه السعادة، و الشقاوة المضادة لها فإن
البدنية مفروغ منها [26]
في الشرع، فنقول:
يجب أن تعلم أن لكل قوة نفسانية لذة و خيرا يخصها و أذى و شرا يخصها،
مثاله أن لذة الشهوة و خيرها أن يتأدى إليها كيفية محسوسة ملاءمة من الخمسة، و لذة
الغضب الظفر، و لذة الوهم الرجاء، و لذة الحفظ تذكر
[27] الأمور الموافقة الماضية.