نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 420
في [1] الفاعل
[2] للآلام و الإحراق كالنار إذا أحرقت
[3] مثلا فإن الإحراق كمال للنار [4]، لكنه شر بالقياس إلى من سلب سلامته بذلك، لفقدانه [5] ما فقد. و أما الشر الذي سببه النقصان
و قصور يقع في الجبلة، و ليس [6] فاعلا فعله، بل لأن الفاعل لم يفعله، فليس ذلك بالحقيقة خيرا
بالقياس إلى شيء، و أما [7]
الشرور التي تتصل بأشياء هي خيرات، فإنما هي من سببين: سبب من جهة [8] المادة أنها قابلة للصورة و العدم، و
سبب من جهة الفاعل، فإنه لما وجب أن يكون عنه الماديات، و كان مستحيلا أن يكون
للمادة [9] وجود الوجود الذي يغني [10] غناء المادة و يفعل فعل المادة إلا أن
يكون قابلا للصورة و العدم، و كان مستحيلا أن لا يكون قابلا للمتقابلات، و كان
مستحيلا أن يكون للقوى الفعالة أفعال مضادة [11] لأفعال أخرى، قد حصل وجودها [12] و هي لا تفعل فعلها، فإنه من المستحيل
[13] أن يخلق ما يراد منه الغرض المقصود بالنار، و هي لا تحرق، ثم كان [14] الكل أنما
[15] يتم بأن يكون فيه محترق [16] و مسخن [17]،
و أن يكون فيه محرق مسخن لم يكن بد من أن يكون الغرض النافع في وجود هذين يستتبع [18] آفات تعرض من الإحراق و الاحتراق [19]، كمثل إحراق
[20] النار عضو إنسان ناسك، لكن الأمر الأكثري هو حصول الخير المقصود في
الطبيعة، و الأمر الدائم أيضا. أما الأكثري فإن أكثر أشخاص
[21] الأنواع في كنف السلامة من الاحتراق
[22]، و أما الدائم فلأن أنواعا كثيرة لا تستحفظ على الدوام [23] إلا بوجود
[24] مثل النار على أن تكون محرقة، و في الأقل ما يصدر عن النيران الآفات
التي تصدر عنها، و كذلك في سائر تلك الأسباب المشابهة لذلك، فما كان يحسن أن تترك [25] المنافع الأكثرية و الدائمة لأغراض
شرية أقلية، فأريدت الخيرات الكائنة عن هذه الأشياء إرادة أولية [26] على
[27] الوجه الذي يصلح [28] أن يقال: إن الله تعالى [29] يريد الأشياء، و أريد [30] الشر أيضا [31]