نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 416
في نفسه بل [1] بالقياس إلى هذا الشيء. و أما عدم كماله و سلامته فليس شرا بالقياس
إليه فقط، حتى يكون له [2]
وجود ليس هو به [3] شرا، بل و ليس
[4] نفس وجوده إلا شرا فيه، و على نحو كونه شرا، فإن العمى لا يجوز إلا [5] أن يكون
[6] في العين، و من حيث هو في العين لا يجوز أن يكون إلا [7] شرا، و ليس له جهة أخرى حتى [8] يكون بها غير شر. و أما الحرارة مثلا
إذا صارت شرا [9] بالقياس إلى المتألم بها، فلها جهة
أخرى تكون بها غير شر [10]،
فالشر بالذات هو العدم و لا كل عدم، بل عدم مقتضى طباع الشيء من الكمالات الثابتة [11] لنوعه
[12] و طبيعته، و الشر بالعرض هو المعدوم
[13]، أو الحابس [14] للكمال عن مستحقه، و لا خير عن عدم مطلق إلا عن لفظه، فليس هو بشر
حاصل، و لو كان له حصول ما [15] لكان [16]
الشر العام. فكل شيء وجوده على كماله [17] الأقصى، و ليس فيه ما بالقوة، فلا يلحقه شر
[18]، و إنما الشر [19] يلحق [20]
ما [21] في طباعه ما بالقوة[22]، و ذلك لأجل المادة. و الشر يلحق
المادة لأمر أول يعرض لها في نفسها [23]، و لأمر [24]
طارئ من بعد. فأما الأمر الذي في نفسها [25]، فأن [26]
يكون قد عرض [27] لمادة ما في أول وجودها بعض أسباب
الشر الخارجة، فتمكن منها هيئة من الهيئات، تلك الهيئة يمانع [28] استعدادها الخاص الكمال الذي منيت [29] بشر يوازيه
[30]، مثل المادة التي يتكون منها إنسان أو فرس، إذا عرض لها من الأسباب
الطارئة ما جعلها أردأ مزاجا و أعصى [31] جوهرا، فلم تقبل التخطيط و التشكيل و التقويم، فتشوهت [32] الخلقة و لم يوجد المحتاج إليه من
كمال المزاج و البنية، لا لأن الفاعل [33] حرم، بل لأن المنفعل لم يقبل. و أما الأمر الطارئ من خارج فأحد
شيئين: إما مانع و حائل و مبعد للمكمل [34]، و إما مضاد و أصل ممحق [35] للكمال.