نام کتاب : الشفاء - الإلهيات نویسنده : ابن سينا جلد : 1 صفحه : 276
أولى بالصناعة الطبيعية و إنما
[1] يجب أن نذكر هاهنا قدر ما تنحل
[2] به الشبهة [3] و يظهر وجهها، ثم إن شاء مستقص أن يستقصي ذلك استقصاه من الأقوال
المستقصاة في علم [4]
الطبيعة و خصوصا ما عسى يجده من جهتنا [5]. فقد ظهر من جملة هذه التفصيلات الموضع الذي نظن فيه أنه [6] يجوز أن يتساوى الفاعل و المنفعل فيه،
و الموضع الذي يظن فيه أنه [7] يجوز [8]
أن يزيد عليه، و الموضع الذي لا يجوز إلا أن يقصر عنه
[9]. و ظهر [10]
في خلال ذلك أنه و إن كان كذلك فوجود المعنى
[11] من جهة نفس الوجود لا يتساوى فيه الفاعل و المنفعل إذا لم يكن فاعلا
للمعنى بما هو وجود المعنى بالعرض كما بيناه.
ثم الفاعل و المبدأ الذي ليس منفعله مشاركا له في النوع و لا في
المادة [12]، و إنما يشاركه بوجه ما في معنى
الوجود، و ليس [13] يمكن أن يعتبر فيه حال المعنى الذي له
الوجود لأنهما ليسا يشتركان فيه، فبقي [14] فيه حال اعتبار الوجود نفسه، و قد كان في سائر ذلك [15] ما كان من المتساوية [16] و الزائدة على المبدإ الفاعل [17] إذا رجع إلى حال اعتبار الوجود كان
المبدأ الفاعلي غير مساو له لأن وجوده بنفسه، و وجود المنفعل من حيث ذلك الانفعال
مستفاد منه.
ثم الوجود بما هو وجود لا يختلف في الشدة و الضعف، و لا يقبل الأقل و
الأنقص و إنما يختلف في عدة [18] أحكام و هي: التقدم، و التأخر، و الاستغناء و الحاجة، و الوجوب و
الإمكان. أما في التقدم [19] و التأخر، فإن [20] الوجود، كما علمت، للعلة أولا، و للمعلول ثانيا.
و أما الاستغناء [21] و الحاجة [22]، فقد علمت أن العلة لا تفتقر في الوجود إلى المعلول، بل يكون موجودا
بذاته أو بعلة أخرى، و هذا المعنى قريب من الأول و إن خالفه في الاعتبار.