نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 415
بسببه في مرض- ما يأخذ البدن المريض بسببه- في إفراق أي برء و
انتعاش- يقال أفرق المريض من مرضه إفراقا أي أقبل- و أما التنبيه فهو أن يعلم من
هذا- أنه ليس ببعيد أن يكون لبعض النفوس ملكة- يتجاوز تأثيرها عن بدنه إلى سائر
الأجسام- و تكون تلك النفوس لفرط قوتها- كأنها نفس مدبرة لأكثر أجسام العالم- و
كما يؤثر في بدنها- بكيفية مزاجية مباينة الذات لها- كذلك تؤثرها أيضا في أجسام
العالم بمبادئ- لجميع ما مر ذكره في الفصل المتقدم- أعني يحدث عنها في تلك الأجسام
كيفيات- هي مبادئ تلك الأفعال- خصوصا في جسم صار أولى به- لمناسبة تخصه مع بدنه-
كملاقاة إياه أو إشفاق عليه- فإن توهم متوهم أن صدور مثل هذه الأفعال- لا يجوز أن
يصدر عن (141) النفس الناطقة- لظنه بأن العلة لا تقتضي شيئا- لا يكون موجودا فيه أو
له و لو كان بالأثر- فينبغي أن يتذكر أنه ليس كل مسخن بحار- فإن الشعاع مسخن و ليس
بحار و لا كل مبرد ببارد- فإن صورة الماء مبردة و ليست ببارد- إنما البارد مادتها
القابلة لتأثيرها- فإذن لا يستنكر وجود نفس تكون لها هذه القوة- حتى تفعل في أجرام
غير بدنها فعلها في بدنها- و تتعلق بأبدان غير بدنها- فتؤثر في قواها تأثيرها في
قوى بدنها- خصوصا إذا شحذت- ملكتها بقهرها قواها البدنية- أي حددت يقال شحذت
السكين أي حددته- و المراد أنها إذا حصلت لها ملكة- تقتدر بها على قهر قوى بدنها-
كالشهوة و الغضب و غيرهما بسهولة- فهي تقتدر بحسب تلك الملكة على قهر مثل هذه
القوى- من بدن غيرها 141 قال الفاضل الشارح هذا الاستدلال لا يفيد المقصود- لأن
الحكم بكون الوهم مؤثرا في البدن- لا يوجب الحكم بأن يكون للنفس التي هي أشرف
تأثيرا- أعظم من تأثير الوهم- و أيضا التخيلات التي لأجلها يختلف حال المزاج-
كالغضب و الفرح جسمانية- فالاستدلال بكون القوى الجسمانية- موجبة لتغيرات ما- على
تجويز أن يكون لبدن ما- قوة تقتضي هذه الأفعال الغريبة- أولى من الاستدلال بذلك-
على تجويز أن يكون لنفس ما هذه القوة- فإذن لا تعلق لهذا الاستدلال بالنفس- و لا
بكونها مجردة- فإن كان المقصود إزالة الاستبعاد فقط- كان الحاصل أنه لا دليل عندنا
على صحة هذا المطلوب- و لا على امتناعه-
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 415