نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 414
في البهائم أما الموتان على وزن الحيوان- فهو على ما يقابل الحيوان
من المعدنيات- و هو غير مناسب لهذا الموضع
(26) تذكرة و تنبيه [في بيان أن النفس الناطقة إنما تعلقها بالبدن
صرف التدبير و التصرف]
أ ليس قد بان لك- أن النفس الناطقة- ليست علاقتها- مع البدن علاقة
انطباع- بل ضربا من علائق أخر- و علمت أن تمكن هيئة العقد منها- و ما يتبعه قد
يتأدى إلى بدنها- مع مباينتها له بالجوهر- حتى أن وهم الماشي على جذع معروض فوق
فضاء- يفعل في إزلاقه ما لا يفعله وهم مثله- و الجذع على قرار- و يتبع أوهام الناس
تغير مزاج مدرجا أو دفعة- أو ابتداء أمراض أو إفراق منها- فلا تستبعدن أن يكون
لبعض النفوس ملكة- يتعدى تأثيرها بدنها- و يكون لقوتها كأنها نفس ما للعالم- و كما
يؤثر بكيفية مزاجية- يكون قد أثرت بمبدإ جميع ما عددته- إذ مباديها هذه الكيفيات-
لا سيما في جرم صار أولى به- لمناسبة تخصه مع بدنه- لا سيما و قد علمت أنه ليس كل
مسخن بحار- و لا كل مبرد ببارد- فلا تستنكرن أن يكون لبعض النفوس هذه القوة- حتى
تفعل في أجرام أخر- ينفعل عنها انفعال بدنه- و لا تستنكرن أن يتعدى من قواها
الخاصة- إلى قوى نفوس أخرى تفعل فيها- لا سيما إذا كانت شحذت ملكتها- بقهر قواها
البدنية (140) التي لها- فتقهر شهوة أو غضبا أو خوفا من غيرها
أقول التذكرة في هذا الفصل لشيئين- أحدهما أن النفس الناطقة- ليست
بمنطبعة في البدن- إنما هي قائمة بذاتها- لا تعلق لها بالبدن غير تعلق التدبير و
التصرف- و الآخر أن هيئة الاعتقادات المتمكنة في النفس- و ما يتبعها كالظنون و
التوهمات- بل كالخوف و الفرح قد تتأدى إلى بدنها- مع مباينة النفس بالجوهر للبدن-
و للهيئات الحاصلة فيه من تلك الهيئات النفسانية- و مما يؤكد ذلك أمران- أحدهما أن
توهم الماشي على جذع يزلقه- إذا كان الجذع فوق فضاء- و لا يزلقه إذا كان على قرار
من الأرض- و الثاني أن توهم الإنسان قد يغير مزاجه- إما على التدرج أو بغتة-
فتنبسط روحه و تنقبض- و يحمر لونه و يصفر- و قد يبلغ هذا التغير حدا- يأخذ البدن
الصحيح
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 3 صفحه : 414