responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 3  صفحه : 356

فيشغلهم التعلق بها عن الأشياء البدنية- أمكن أن يعلقهم تشوقهم إلى البدن ببعض الأبدان- التي من شأنها أن يتعلق بها الأنفس- لأنها طالبة بالطبع- و هذه مهيأة- و هذه الأبدان ليست بأبدان إنسانية أو حيوانية- لأنها لا تتعلق بها إلا ما يكون نفسا لها- فيجوز أن تكون أجراما سماوية- لا أن تصير هذه الأنفس أنفسا لتلك الأجرام- أو مدبرة لها- فإن هذا لا يمكن- بل يستعمل تلك الأجرام لإمكان التخيل- ثم تتخيل الصورة التي كانت معتقدة عنده و في وهمه- فإن كان اعتقاده في نفسه و أفعاله الخير- شاهدت الخيرات الأخروية على حسب ما تخيلتها- و إلا فشاهدت العقاب كذلك 97 قال و يجوز أن يكون هذا الجرم متولدا من الهواء و الأدخنة- و لا يكون مقارنا لمزاج الجوهر المسمى روحا- الذي لا يشك الطبيعيون- أن تعلق النفس به لا بالبدن فهذا ما ذكره في الكتاب المذكور- و لو لا مخافة التطويل لأوردته بعبارته- و الشيخ جوز بعد ذلك- أن يفضي التعلق المذكور بهم- إلى الاستعداد للاتصال المسعد- الذي للعارفين- و لي في أكثر هذه المواضع نظر قوله فأما التناسخ في أجسام- من جنس ما كانت فيه فمستحيل- و إلا لاقتضى كل مزاج نفسا يفيض إليه- و قارنتها النفس المستنسخة- فكان لحيوان واحد نفسان- ثم ليس يجب أن يتصل كل فناء بكون- و لا أن يكون عدد الكائنات من الأجسام عدد ما يفارقها من النفوس مفارقة يستحق بدنا واحدا- فيتصل به أو يتدافع عنه متمانعة- ثم أبسط هذا و استعن بما تجده في مواضع أخر لنا

و هذا هو المذهب الثاني- و قد أورد على إبطاله حجتين- إحداهما- أن يقال لما ثبت أن تهيؤ الأبدان- يوجب إفاضة وجود النفوس من العلل المفارقة- ثبت أن كل مزاج بدني يحدث- فإنما يحدث معه نفس لذلك البدن- فإذا فرضنا أن نفسا تناسختها أبدان- كان للبدن المستنسخ نفسان- إحداهما المستنسخة و الثانية الحادثة معه- فكان حينئذ لحيوان واحد نفسان و هذا محال- لأن النفس هي التي تدبر البدن و تتصرف فيه- و كل حيوان يشعر بشي‌ء واحد يدبر بدنه- و يتصرف فيه-

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين    جلد : 3  صفحه : 356
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست