نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 393
إذا قارنه معنى معقول- صار قابلا له فكان له بالإمكان العام- أن
يتصور به و يعقله- فإذن (175) الاستقلال بالقوام شرط في كون الشيء عاقلا- فظهر من
ذلك أن كل عاقل معقول- و ليس كل معقول عاقلا- 175 و اعترض الفاضل الشارح بأن الصور
المعقولة الحالة في شيء واحد- لا يمكن أن تكون متماثلة- لامتناع جميع الأمور
المتماثلة- و لأنها صور لأشياء تختلف بالماهيات فإذن هي مختلفة- و حينئذ يمكن أن
يكون بعضها أولى بالمحلية- و بعضها بالحالية- أ لا ترى أن الحركة لما خالفت البطء
بالماهية- صارت بالمحلية أولى- و الجواب أن يكون أحد الشيئين بالمحلية أولى من
الآخر- يقتضي اختلافهما بالماهية- أما عكس هذا الحكم فغير واجب- و الحركة ليست
محلا للبطء لاختلاف ماهيتهما- و إلا لكانت محلا للسواد أيضا- بل كان البطء أيضا
محلا لها- بل إنما هي محل للبطء- لكونه هيئة لها و كونها متصفة به- و هاهنا لا
يمكن أن يقال أحد المعقولين- مع تساويهما في النسبة إلى المحل هيئة و صفة للآخر- و
كيف و كل واحد منهما يوجد لا مع الآخر بحسب ماهيته- و بحسب كونه معقولا- فإذن ليس
أحدهما بالمحلية أولى من الآخر- ثم قال 175 و إن سلمناه- لكن ذلك اعتراف بأن
مقارنة الصور لمحلها- و للحال معها غير مقارنتها للحال فيها- لأن الأولين حاصلان و
الثالث ممتنع- و فيه اعتراف- بأن الأولين لا يقتضيان كون المقارن عاقلا- و لا يلزم
من صحتهما صحة القسم الثالث في الخارج- الذي هو المقتضي لكونه عاقلا- و الجواب أنه
لم يستدل من صحة القسمين الأولين- على صحة الثالث- بل استدل من صحتهما على صحة
المقارنة المطلقة- التي هي معنى يشترك الجميع فيه فقط- ثم بين أن أحد الشيئين-
اللذين يصح مقارنتهما في محل- يقومان به إن كان قائما بنفسه كان عاقلا للآخر- و
ذلك لحصول الآخر فيه- فاستدل على الجزء المشترك
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 393