نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 228
الشكل لفظه- أو لأنه يعم الأجسام كلها- قال و ذلك لأن من الجائز- أن
يخصص محدث الأجسام كل جسم- في ابتداء حدوثه بمكان أو وضع و شكل- على سبيل الاتفاق-
أو لأجل أسباب خارجة اتفاقية- لا يتعرى الجسم عنها- كإرادة المحدث أو مصلحة ذلك
الجسم أو ترتيب- و نظام للأجسام كلها- ثم صار ذلك المكان أو الشكل- بعد الحصول
أولى بالجسم للوجوب اللاحق- بما يوجد بعد وجوده كما مر في المنطق- ثم لم ينتقل بعد
الحدوث ما انتقل منها- إلا بسبب ناقل عما كان عليه إلى موضع أو شكل- خصصه الناقل
به- و ذلك كما يعرض لكل مدرة من الأرض- أن يصير مكانها الجزئي مختصا بطباعها- دون
مكان مدرة أخرى- بسبب غير ذاتها- و هو ما يوجب انفصاله عن الأرض- و حصوله في موضعه
على ما هو عليه- و إن كان ذلك بمعونة ذاتها- لأنها لو لم تكن قابلة للفصل في
ذاتها- لما أمكن لذلك السبب- أن يفصلها من الأرض- ثم إن تلك المدرة مع اختلاف
أحوالها- لا تنفك عن مكان طبيعي جزئي- يختص بها لا بحسب استحقاق تقتضيه طبيعتها-
فلم لا يجوز أن يكون المكان فيما نحن فيه كذلك- أي يكون المكان المطلق- و إن لم
يكن لكل جسم طبيعيا فهو غير منفك عنه- لا بحسب الاستحقاق المذكور مطلقا- بل بسبب
الأمور المذكورة- و كذلك الشكل فهذا تقرير الوهم- و التنبيه على الجواب- بأن كل
شيء فقد يمكن فرضه منفردا- عن كل ما يلحقه من خارج- بحسب ماهيته و وجوده- فافرض
كل جسم كذلك و انظر فيه- تجده محتاجا إلى وضع معين و شكل معين- و يلزمك أن تحكم
بأنه لذاته يقتضيهما- و إنما قال كل جسم و لم يقل الجسم مطلقا- ليكون الحكم كليا
مناقضا للتشكك- و لما قال كل جسم لم يذكر الموضع- و اقتصر على الوضع- لأن الموضع
يختلف باختلاف الأجسام- و ليس مما يلزمه لجسميته- ثم قال و أما المحدث فقد خصه
بالذكر-
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 228