نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 129
51 ثم قال الثالثة أنا قد بينا أن الجسمية- لا تنفك عن التناهي و
التشكل و ظاهر أنهما لا يوجدان- إلا مع الجسمية- و بينا أن الجسمية لا يمكن أن
تكون علة لهما- فهما إذن غير متأخرين عن الجسمية- و ما لا يكون متأخرا عن الشيء
فهو إما مع الشيء- أو يكون متقدما عليه- فثبت أن التناهي و التشكل- إما أن يكونا
قبل الجسمية أو معها- و لقائل أن يقول الشكل هيئة إحاطة الحدود بالجسم- فهي متأخرة
عن الحدود المتأخرة عن المقدار- لكونها نهايات المقدار- و المقدار متأخر عن الجسم
و الجسم متأخر عن الجسمية- التي هي جزء له- فالشكل متأخر عن الجسمية بهذه المراتب-
فكيف يمكن أن يقال أنه متقدم عليها- قال و الغلط في البيان الأول هو في قولنا- لما
لم تكن الجسمية علة لهما فهما إذن غير متأخرين عنها- فإن ما لا يكون علة للشيء لا
يكون متقدما عليه بالعلية- و التقدم بالعلية أخص من التقدم المطلق- و لا يلزم من
نفي الخاص نفي العام- فلعل الجسمية و إن لم تكن مقدمة عليها بالعلية- لكنها متقدمة
عليهما بالطبع- كتقدم الواحد على الاثنين- أو كتقدم جزء الماهية المركبة على خواص
تلك الماهية- و أعراضها اللازمة و الزائلة- و إن لم يكن شيء من تلك الأجزاء علة
لشيء- من تلك العوارض فهذا ما عندي في هذه المقدمة- أقول هذا البيان يفيد تأخر
الشكل عن ماهية الصورة- و نحن قد ذكرنا أن الصورة من حيث الماهية- لا تتعلق
بالتناهي
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 129