نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 1
الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
[وصية الشيخ بالتحفظ بما اشتمل عليه الكتاب]
قال الشيخ هذه إشارات إلى أصول و تنبيهات على جمل- يستبصر بها من
تيسر له و لا ينتفع بالأصرح منها- من تعسر عليه و التكلان على التوفيق- و أنا أعيد
وصيتي و أكرر التماسي- أن يضن بما تشتمل عليه هذه الأجزاء- كل الضن على من لا يوجد
فيه ما أشترطه في آخر هذه الإشارات
أقول اعلم أن هذين النوعين من الحكمة النظرية- أعني الطبيعي و الإلهي
لا يخلوان عن انغلاق شديد- و اشتباه عظيم إذ الوهم يعارض العقل في مأخذهما- و
الباطل يشاكل الحق في مباحثهما- و لذلك كانت مسائلهما معارك الآراء المتخالفة- و
مصادم الأهواء المتقابلة- حتى لا يرجى أن يتطابق عليها أهل زمان- و لا يكاد يتصالح
عليها نوع الإنسان- و الناظر فيهما يحتاج إلى مزيد تجريد للعقل- و تمييز للذهن و
تصفية للفكر و تدقيق للنظر- و انقطاع عن الشوائب الحسية و انفصال عن الوساوس
العادية- فإن من تيسر له الاستبصار فيهما فقد فاز فوزا عظيما- و إلا فقد خسر
خسرانا مبينا- لأن الفائز بهما مترق إلى مراتب الحكماء المحققين- الذين هم أفاضل
الناس- و الخاسر بهما نازل في منازل المتفلسفة المقلدين- الذين هم أراذل الخلق- و
لذلك وصى الشيخ بتحفظ هذا القسم من كتابه كل التحفظ- و أمر بالضن به كل الضن- و
أنا أسأل الله الإصابة في البيان- و العصمة عن الخطإ و الطغيان و أشترط على نفسي-
أن لا أتعرض لذكر ما أعتمده فيما أجده مخالفا لما أعتقده- فإن التقرير غير الرد و
التفسير غير النقد- و الله المستعان و عليه التكلان
قوله النمط الأول في تجوهر الأجسام
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات( مع المحاكمات) نویسنده : الطوسي، الخواجة نصير الدين جلد : 2 صفحه : 1