responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 48

العالم مفتقر فى وجوده الى البارئ تعالى مع انه تعالى مباين له فلما قال الى مقارنة الصورة زال هذا الاشتباه ثم هاهنا شك لفظى و هو أن حاصل هذا الكلام يرجع الى أن الهيولى مفتقرة فى وجودها الخارجى الى مقارنة الصورة و هذا فيه نظر لان مقارنة الشي‌ء لغيره حالة اضافية يفرض للشي‌ء بالنسبة الى غيره و الاحوال الاضافية متأخرة عن الذوات التي هى عارضة لها فاذا المقارنتان أعنى مقارنة الصورة للهيولى و مقارنة الهيولى للصورة كل واحدة منهما متأخرة عن وجود الهيولى فلو حكمنا بافتقار الهيولى من حيث انها موجودة الى تلك لزم تأخر وجود الهيولى عن تلك المقارنة مع أن تلك المقارنة كانت متأخرة عن وجود الهيولى فيلزم الدور و انه محال بل العبارة الصحيحة أن يقال الهيولى مفتقرة فى وجودها بالفعل الى ذات الصورة افتقارا متى وجدت وجب أن تكون مقارنة للصورة فالافتقار يكون الى ذات الصورة و أما وجود مقارنتها للصورة فانه يكون حكما بعد وجود الهيولى و الظاهر أن مراد الشيخ ذلك ثم اعلم أنه لا بد من تصحيح هذه القضية بالحجة لان الذي سبق هو أن الصورة لا تخلو عن الهيولى و الهيولى لا تخلو عن الصور و هذا القدر لا يكفى فى بيان أن الهيولى مفتقرة فى وجودها بالفعل الى الصورة لاحتمال أن يكونا متلازمين و ان لم تكن احداهما مؤثرة فى الاخرى كالابوة و الاخوة و بالجملة المضافين فانهما متلازمان وجودا و عدما مع أنه لا يكون واحد منهما مفتقرا فى وجوده الى الآخر و ان وجب افتقار أحدهما الى الآخر لكن الصورة هى مفتقرة الى الهيولى من غير عكس و سيأتى بعد ذلك ابطال هذين الاحتمالين و أما قوله فاما أن تكون الصورة هى العلة المطلقة الاولية لقوام الهيولى أو تكون الصورة آلة أو واسطة لمقيم آخر تقيم الهيولى بها مطلقا أو تكون شريكة لمقيم باجتماعهما تقوم الهيولى فاعلم أن هذه الاقسام الثلاثة باسرها أقسام القسم الأول و هو أن تكون الهيولى محتاجة الى الصورة و الفرق بين الآلة و الواسطة أن كل آلة واسطة و ليست كل واسطة آلة لان‌

نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست