نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 99
لا يقتضى الدّور، لأنّا نجعل ذات كلّ واحد منهما علّة لتشخّص الآخر.
بلى لو جعلنا تشخّص كلّ واحد منهما علّة لتشخّص الآخر لزم الدّور، فأمّا إذا لم
يقل [1] ذلك
[2] اندفع الدّور.
و لقائل أن يقول: إنّ [3] تشخّص كلّ واحد منهما بذات الآخر متوقّف على انضمام ذات كلّ واحد
منهما إلى ذات [4] الآخر، و انضمام ذات كلّ واحد منهما
إلى ذات الآخر متوقّف على تشخّص كلّ واحد منهما.
[5] فإنّ المطلق غير موجود، و ما ليس بموجود لا ينضمّ إليه غيره. و يمكن
أن يجاب عن ذلك: بأن يمنع [6] هذه المقدّمة، فإنّ انضمام الوجود إلى الماهيّة لا يتوقّف على
صيرورة كلّ واحد منهما موجودا، فكذا ههنا.
[الفصل السادس و العشرون [فى أنّ الصّورة و الهيولى و إن ارتفع
كلّ واحد منهما برفع الآخر، لكنّ الصّورة لها تقدّم بالذّات على الهيولى؛ لا
بالزّمان]]
وهم و تنبيه [7]: أو لعلّك تقول: [8] لمّا كان كلّ واحد منهما يرتفع الآخر برفعه، فكلّ [9] واحد منهما كالآخر في التّقدّم و
التّأخّر. و الّذى يخلّصك من هذا أصل تتحقّقه
[10] و هو أنّ العلّة كحركة يدك بالمفتاح إذا رفعت رفع المعلول كحركة
المفتاح. و أمّا المعلول فليس إذا رفع رفعت العلّة، فليس رفع حركة المفتاح هو
الّذى يرفع حركة يدك، و إن كان معه. بل يكون إنّما أمكن رفعها، لأنّ العلّة و هى
حركة يدك كانت رفعت، و هما أعنى الرّفعين معا بالزّمان. و رفع [11] العلّة متقدّم على رفع المعلول
بالذّات كما في إيجابيهما و وجوديهما [12].
التّفسير: إنّه لمّا ثبت للصّورة علّيّة بوجه ما للهيولى، أورد عليه
شكّا، و ذلك الشكّ بالحقيقة غير مختصّ بالهيولى و الصّورة، بل يمكن إيراده على كلّ
علّة و معلول. و ذلك أن يقال: الهيولى و الصّورة إذا كان كلّ واحدة منهما [13] ترتفع بارتفاع الأخرى، لم يكن إحديهما
بالتقدّم أولى من الأخرى.
و الجواب: أنّا لا نسلّم أنّ كلّ واحدة ترتفع بارتفاع الأخرى، فإنّ
العلّة لا ترتفع بارتفاع