نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 95
لما مضى. ثمّ لا يلزم أن تكون هذه الأعراض صورا مقوّمة للمادّة.
فعلمنا أنّ معقّب البدل لا يجب أن يكون مقيما للمادّة بذلك البدل، بل لو صحّ ذلك [1] لكان إنّما يصحّ في بعض الأشياء و
بالبرهان.
[الفصل الرّابع و العشرون [فى امتناع حاجة كلّ واحد من الهيولى و
الصّورة إلى الآخر]]
إشارة [2]:
ليس يمكن أن يكون شيئان كلّ واحد منهما يقام به الآخر، فيكون [3] كلّ واحد منهما متقدّما [4] بالوجود على الآخر و على نفسه [5]. و لا يجوز أن يكون شيئان كلّ واحد
منهما يقام مع الآخر ضرورة؛ لأنّه إن لم يتعلّق ذات أحدهما بالآخر جاز أن يقوم كلّ
واحد منهما، و إن لم يكن مع الآخر. و إن تعلّق ذات كلّ واحد منهما بالآخر فلذات
كلّ واحد منهما تأثير في أن يتمّ وجود الآخر. و ذلك ممّا قد بان بطلانه [6]، فبقى أنّه إنّما يكون التّعلّق من
جانب واحد. فإذن الهيولى و الصّورة لا تكونان
[7] فى درجة التّعلّق و المعيّة سواء. و للصّورة [8] فى الكائنة الفاسدة تقدّم ما [9]، فيجب أن يطلب كيف هو.
التّفسير: لمّا ختم الإشارة الّتى
[10] قبل هذه الإشارة بقوله: «و بالجملة لا يمكنك أن تدير الإقامة»، بدأ
في هذه الإشارة بالبرهان على امتناع حاجة كلّ واحد منهما إلى الآخر، و هو القسم
الثّالث [11] من الأقسام الأربعة الّتى صدّرنا [12] الباب بها. و الحجّة على ذلك أنّه لو
وجد شيئان [13] كلّ واحد منهما مقيما للآخر، و كلّ ما
كان مقيما لغيره فهو متقدّم على ذلك الغير، لزم أن يكون كلّ واحد منهما متقدّما
على الآخر. فيكون كلّ واحد منهما متقدّما على ما هو متقدّم على نفسه. و المتقدّم
على المتقدّم على الشّىء يجب أن يكون متقدّما على الشّىء [14]. فيلزم أن يكون كلّ واحد منهما متقدّما
على نفسه؛ و هو محال.
و أمّا قوله: «و لا يجوز أن يكون
شيئان كلّ واحد منهما يقام مع الآخر ضرورة إلى آخره»؛