نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 85
الصّورة لا تخلو عن الهيولى، فليس الحكم باحتياج إحداهما إلى الأخرى
بأولى من العكس. بل الحقّ هو أنّ كلّ واحد منهما محتاج إلى الآخر، و هو القسم
الثّالث؛ أو كلّ واحد منهما غنىّ [1] عن الآخر، و هو القسم الرّابع.
الأوّل؛ أنّه لمّا ذكر ليس قيام أحدهما بالآخر أولى من العكس، جعل
اللّازم منه أن يكون هناك سبب ما آخر، خارج عنهما، يقيم كلّ واحد منهما مع الآخر و
بالآخر. و ذلك غير لازم لاحتمال أن لا يكون هناك سبب يقيم كلّ واحد منهما مع الآخر
و بالآخر، بل يكون كلّ واحد منهما قائما مع الآخر و بالآخر [3]. فهذا قسم لا بدّ من ذكره و إبطاله، و
أنّه لا يمكن إبطاله إلّا بالبرهان المذكور على استحالة أن يكون في الوجود موجودان
واجبا الوجود، و يكونا [4] متكافئين في وجودهما.
الثّانى؛ أنّ قوله: «يقيم كلّ واحد منهما مع الآخر»؛ إن كان المراد
منه أن يكون كلّ واحد منهما [5] غنيّا عن الآخر فهو غير جيّد
[6]؛ لأنّ مورد القسمة هو أنّ الهيولى مفتقرة في وجودها بالفعل إلى
الصّورة، و هذا المورد لا يحتمل ذلك القسم. و إن لم يكن المراد منه ذلك لم يكن هذا
القسم مذكورا. فعلى التّقدير الأوّل يكون بعض الأقسام منافيا لمورد القسمة، و على
التّقدير الثّانى يكون بعض الأقسام متروكا.
[الفصل العشرون [الصّور الّتى يمكن أن يعدم و يحصل في موادّها
عقيب عدمها أخرى، كصور الجسميّة و النّوعيّة للعناصر، يمتنع أن يكون عللا مطلقة أو
وسائط و آلات مطلقة في وجود الهيولى]]
إشارة [7]:
أمّا الصّور [8] الّتى تفارق الهيولى إلى بدل فليس
يمكن أن يقال [9]: إنّها علل مطلقة للوجود الواحد
المستمرّ لهيوليّاتها، و لا آلات و متوسّطات مطلقة
[10]، بل لا بدّ في أمثال هذه من أن يكون على أحد القسمين الباقيين. و
ههنا سرّ آخر.
التّفسير: الصّور على قسمين: منها ما يمكن أن يعدم و يحصل في موادّها
عقيب عدمها أخرى،