نام کتاب : شرح الإشارات و التنبيهات نویسنده : الرازي، فخر الدين جلد : 2 صفحه : 663
ثمّ الشّيخ قال: «و من تأمّل ما
أصّلناه استسقط هذا الشّرط عن درجة الاعتبار»
؛ يعنى من تأمّل ما ذكرناه في أوّل الباب من تأثير الوهم في السقوط و
تأثير الخيال [1] فى تغيير
[2] المزاج، علم فساد هذا الشّرط.
الفصل الثّلاثون [فى بيان سائر الأسباب لهذه الخوارق و أنّها على
أقسام ثلاثة: ما يكون مبدئه النّفوس، و ما يكون أجسام عنصريّة، و ما يكون أجرام
سماويّة]]
تنبيه: إنّ الأمور الغريبة تنبعث في عالم الطّبيعة من مبادى ثلاثة:
أحدها؛ الهيئة النّفسانيّة المذكورة.
و ثانيها؛ خواصّ الأجسام العنصريّة، مثل جذب المغناطيس للحديد
بقوّة تحصّه.
و ثالثها؛ قوى سماويّة بينها و بين أمزجة أجسام [3] أرضيّة مخصوصة بهيئات وضعيّة. أو
بينها و بين قوى نفوس أرضيّة مخصوصة بأحوال فلكيّة فعليّة
[4] و [5] أو انفعاليّة مناسبة تستتبع حدوث [6] آثار
[7] غريبة.
و السحر من قبيل القسم الأوّل، بل المعجزات و الكرامات. و
النّيرنجات من قبيل القسم الثّانى. و الطّلسمات من قبيل
[8] القسم الثّالث.
التّفسير: لمّا بيّن أنّ ظهور الخوارق يجوز أن تكون لخاصيّة [9] النّفس، بيّن ههنا أنّ ذلك قد يكون
لغير هذه العلّة بل لعلل أخر [10]. ثمّ جعلها على أقسام ثلاثة، و ذلك لأنّ المقتضى لهذه الخوارق إمّا
أن يكون قوّة نفسانيّة، أو جسمانيّة. و إن [11] كانت جسمانيّة: فإمّا أن تكون قوّة جسمانيّة عنصريّة، أو قوّة
جسمانيّة فلكيّة [12]. فأمّا الخوارق الحاصلة [13] من
[14] التّأثيرات النّفسانيّة فهى المعجزات و الكرامات و السحر [15]. و أمّا الحاصلة من القوى العنصريّة
كجذب المغناطيس للحديد [16]
فهى النّيرنجات. و أمّا الحاصلة من النّفوس
[17] الفلكيّة فهى المسمّاة بالطّلسمات.